Entretien Avec AZIZ KANJAA



عزيز قنجاع صاحب المادة الأساسية لفيلم "زمن الرفاق" ، عاش مع الشريف الطريبق أيام الحياة الطلابية ، وعاش معه أيضا في الكواليس أثناء التصوير،و هو الذي صرح بالحرف : لحظات قوية تاثرت في اغلبها انهرت، وبكيت مرارا ،و اتوقع ان تكون مشاهدة الفيلم خارج كل التوقعات. أرجو أن يروق لكم الحوار الكامل .
لم فكرت في كتابة يومياتك الجامعية التي شكلت مادة أساسية لفيلم "بين قوسين" الذي اصبح عنوانه زمن الرفاق؟
عزيز قنجاع : كما تعرف الكتابة شكلت جزء لا يتجزأ من تجربة الطلبة القاعديين فبالإضافة للخطابة التي شكات مرتكزا أساسيا في تجربة الطلبة القاعديين على اعتبار أن الحلقية كتقليد ارتبط بالنقاش الطلابي وساهمت بشكل حاسم في شرح وتحليل واستولاد الأفكار المتعلقة بالمسار السياسي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب.الا ان مجمل الكتابات الطلابية سارت في اتجاه تناول موضوعة السياسة كمادة مركزية وتم بالتالي إغفال تجربة الوجود الطلابي في الزمن الشخصي. الجميع يعتبر المرحلة الطلابية محطة مفصلية في حياته إلا أنني لا اعرف أحدا تناولها كموضوعة للكتابة السير ذاتية هذا رغم أن الأدب الروائي المغربي تشكل السيرة الذاتية موضوعته الرئيسية. كانت بداية كتابة المذكرات في اكتوبر 1994 بعد حصولي على الإجازة والتحاقي بجمعية المعطلين هذه الفترة رغم الصعوبات التي رافقتها فقد كانت مرحلة مهمة للتأمل وفي خضم هذا التأمل كانت أحداث لازالت عالقة بدهني وأخرى كانت في طريقها للانمحاء ففكرت في الاحتفاظ بهذه التجربة مصارعة مني للزمن و استجابة لمعضلة بيولوجية تتمثل في ضعف الذاكرة عندي. ما كنت ادركه فعلا انذاك هو انني عشت مرحلة في تاريخ البشرية لا تتاح للجميع وهي كما عبر عنها ابن خلدون المؤرخ " خلق جديد و نشاة مستانفة " فكل اشكال التنظيم السياسي العالمي كان يمر انذاك بمخاض تحول جديد او تشكل جديد عشناه نحن كطلبة قاعديين في عمقه.
ما هي الملامح العامة لهذا المخاض؟
عزيز قنجاع: ساستعرض عليك مجموعة من الاحداث و اترك لك التعليق.
- في السنة التي كنت احضر فيها الباكالوريا سنة1989 انهار سور برلين ثم سنة وغزا صدام حسين الكويت. واكتساح جبهة الانقاد الجزائرية الانتخابات البلدية و ما رافق ذلك من انقلاب على نتائجها و بداية مسلسل الدم بالجزائر.
سنة التحاقي بالجامعة 1990 تزامنت مع إعلان تفكك الاتحاد السوفياتي و ظهور القوى المتاسلمة كقوة موحدة تطمح للسيطرة على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بجميع الأشكال .
سنة 1991 سيتم الهجوم على فاس من طرف القوى المتاسلمة و اعتقال رفيقنا نور الدين جرير خلال هذه المواجهات مما شكل ضربة قوية للفصيل
سنة 1992 بداية مسلسل مدريد الذي سيعطينا اوسلو بعد ذلك و تراجع المد القومي عموما وبداية مسلسل المشاورات حول التناوب بالمغرب بداية انهيار النظام الابارتايد و دخول الحركات اليسارية بامريكا الجنوبية في مسلسل المفاوضات حول التداول الديمقراطي للسلطة وظهور كتاب نهاية التاريخ لفوكوياما
- اعلان فشل نقاش التناوب من طرف الملك الحسن الثاني 1993 وسقوط الشهيد آيت الجيد محمد بنعيسى الذي اغتالته عصابات الظلام مما زاد الوضع تعقيدا داخل فصيل الطلبة القاعديين و اذا لاحظت معي جيدا فكل هذه الاحداث كانت تسير ضد الارادة وخارج الاطروحات التي كان يدافع عنها الطلبة القاعديون

كيف تم التعاون بينك و الشريف الطريبق لتحويل هذه المذكرات الى مادة سينمائية؟
عزيز قنجاع : كانت البداية الاولى عندما طلب مني الشريف الطريبق ان اكتب له شيئا عن الحركة الطلابية فاخبرته انني كنت قد كتبت مذكرات بهذا الخصوص وسلمته اياها بعد ذلك بقليل جاءني الشريف يطلب مني ان اعمق بعض المواقف و اتوسع في بعض المعلومات ثم كان ان فاجأني بمحاولة أولى للسيناريو فقمت على الفور بقراءتها وتطعيمها و إبداء ملاحظات عليها و استمر الأمر في التعاون بالكتابة مع بعض حتى كان ما ستشاهدونه. الا انه ما يمكن قوله هو ان الفيلم مع الشريف الطريبق كان بالقوة قبل ان يتحول الى الفعل حيث عشنا مع بعض في نفس المنزل عندما كنا طلبة مما جعل المعلومات و الأجواء و النفس الداخلي للفيلم موضوع اتفاق قبلي .
لقد عشت مع الشريف الطريبق تجربة التصوير و شاهدت صيغة اولية مفترضة للمونطاج ما هي ملاحظاتك حول هذه المراحل المتعددة التي مر منها هذا المشروع ؟
عزيز قنجاع : ككل عمل يود ان يكون دو قيمة فان مراحل ولادته تعرف مخاضا عسيرا و عندما يرتبط الأمر بالحديث عن تجربة شارك فيها العديدون وأدوا ثمنا باهضا من حريتهم و من دمهم في وجودها و استمرارها فانك تحاول أن تتريث كثيرا قبل الاقدام على فعل أي شيء. لدا فان مراحل انتاج الفيلم طبعها عمل جدي مضني احيانا الا انني كنت مرتاحا واحسست ببعض الرضى عندما شاهدت نسخة اولى عن الفيلم.
ما هي توقعاتك حول نجاح هذه التجربة بعد عرضها بالقاعات السينمائية.
عزيز قنجاع : اظن ان الشريف الطريبق سيكون قد قدم جديدا للسينما المغربية اولا بتناوله موضوعة الشبيبة المغربية في علاقتها بموضوعة السياسة وهي موضوعة لم يتم تناولها من قبل وثانيا موضوعة الحركة الطلابية المغربية و هي موضوعة جديدة كذلك . اكيد ان أي عمل سيتناول هذه الموضوعات لن يكون مكتملا ولكن ما قام به الشريف الطريبق سيحسب له ايجابيا جدا .وانا اتوقع ان تكون مشاهدة الفيلم خارج كل التوقعات هذا اكيد ونحن نعيش اجواء الذكرى الاربعين لثورة ماي الطلابية بفرنسا مما سيتيح التعريف بتجربة الحركة الطلابية اليسارية بالمغرب خصوصا و ان الاعلام الان يقدم بلدنا كبلد تسيطر فيه الحركات الاسلامية و كبلد يعيش موجة مد اسلامي و هذا خطا.
كيف عشت تجربة التصوير وأنت ترى ممثلين يعيدون تشخيص مراحل من حياتك؟
عزيز قنجاع : كانت لحظات قوية تاثرت في اغلبها وحاولت ان اكون موضوعيا مع الاشياء و اقنع نفسي بالمسافة الزمنية الا انني انهرت و بكيت مرارا.
ما رايك في العنوان الجديد للفيلم فبعد بين قوسين نرى ان الفيلم اصبح يحمل عنوان زمن الرفاق .
عزيز قنجاع : تعرف جيدا اهمية العناوين عند المتلقي الا انني خلقت علاقة عاطفية مع العنوان الاول على اعتبار ان طيلة انجاز المشروع منذ سبع سنوات و نحن نتكلم عن اسم محدد الا ان للشريف الطريبق رؤيته لاعماله السينمائية وهذا عمل من ابداعه لذا بعض ان شرح لي الامر قدرت هذه الرؤية و أتمنى ان يعرف الفيلم انتشارا و نجاحا كبيرا

1 commentaire:

zakariaelamrani a dit…

je vois que çà vient de vos intérieurs les plus profonds tout les deux...C'est sûr donc que çà va nous rafraichir et Le coeur et Les souvenirs...